بينما اتهمت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المنافس دونالد ترامب، بالسعي للهيمنة على السلطة وتجاوز الديمقراطية، محذرة من تبعات طموحاته على مستقبل البلاد، اتهمها ترامب، بانتهاك القانون الأميركي واتباع سياسة وصفها بـ”المدمرة” في مجال الهجرة.
نص خبر ـ الرياض
أكدت هاريس في خطاب أمام الآلاف من مؤيديها أن وعوده “فارغة”، وأن هدفه الوصول إلى “سلطة مطلقة”. وألقت هاريس خطابها من موقع حساس بين البيت الأبيض والكابيتول، حيث وقعت أعمال الشغب الشهيرة، لتعيد للذاكرة تلك الأحداث وتأثيراتها المحتملة على الانتخابات المقبلة.
في خطاب حماسي ألقته أمام مؤيديها، الثلاثاء، حذرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس من أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يسعى نحو “سلطة مطلقة”.
وأكدت هاريس لمناصريها في كلمة ألقتها في الموقع الذي تجمع فيه أنصار ترامب قبل اقتحامهم مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من كانون الثاني/ يناير2021: “هذا ليس مرشحا يريد تحسين حياتكم، بل هو شخص غير مستقر، مسكون بالانتقام، ومفعم بالشعور بالظلم، ويتوق إلى سلطة مطلقة”.
وأضافت، وسط حشد من المؤيدين الذين رفعوا الأعلام الوطنية أمام البيت الأبيض: “لكن أمريكا، أقول لكم الليلة، هذا ليس ما تمثله بلادنا”.
ووفقا لحملتها الانتخابية، حضر حوالي 75 ألف شخص هذا التجمع، الذي يسبق الموعد المرتقب لانتخابات وصفت بالأكثر تقاربا وتوترا في العصر الحديث. ورغم عدم التحقق الدقيق من العدد، إلا أن الحشد كان غير اعتيادي في حجمه، مما يعكس الحماسة والانقسام المحيطين بهذه الانتخابات.
واختارت هاريس الحديث في حديقة “ذي إليبس”، التي تربط البيت الأبيض بالناشونال مول، في محاولة لتذكير الناخبين بأحداث اقتحام الكابيتول التي جاءت احتجاجا على خسارة ترامب انتخابات 2020 أمام الرئيس جو بايدن.
وأظهرت استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين هاريس (60 عاما) وترامب (78 عاما) قبل أسبوع واحد فقط من الاستحقاق الانتخابي.
وكشفت إحصائيات نشرت الثلاثاء أن أكثر من 50 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم عبر البريد أو التصويت المبكر، وهو ما يعادل تقريبا ثلث الناخبين في انتخابات 2020.
في المقابل، قال ترامب في مؤتمر من ولاية فلوريدا: “الجرائم منخفضة في فنزويلا لأنهم اعتقلوا المجرمين ودفعوا بهم تجاه الولايات المتحدة: إن “هاريس اتبعت سياسات أضرت بالناس في الولايات المتحدة والكثير منهم يشهدون على ما حدث”.
وتابع: “سياسات الحدود المفتوحة وضعها بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن) وكمالا هاريس كانت مسؤولة تماما عن الحدود”.
وأردف: “دوريات مراقبة الحدود وافقت على ترشيحي ودعمتني وأكدوا أن كامالا أسوأ شخص عملوا معه”.
واتهم كامالا هاريس بأنها “غير كفؤة ولم تكترث بدوريات المراقبة طوال 4 سنوات ولم تحاول الاتصال بهم”.
ووصف ما قامت به هاريس بأنه: “خيانة بدم بارد، فتح الحدود على مصرعيها حيث يأتي المهاجرون من دول غير معروفة، والدول تفتح سجونها وترمي القتلة إلى الولايات المتحدة حيث بات المجرمون من كل دول العالم في شوارعنا، كامالا انتهكت قانونا وأفسدته وجعلت أناس أبرياء يقتلون، ومن يسمح لهؤلاء القتلة بالدخول لبلادنا لا يجب أن يترشحوا للرئاسة”.
وقال ترامب: “الحدود قضية كبرى، وكذلك التضخم يدمر بلادنا وقضي على اقتصادنا، لذا أتحدث عن الضمان الاجتماعي ولن يدفع كبار السن ضرائب، لقد تم القضاء عليهم بسبب كامالا”.
فلوريدا
كما نظم ترامب، الذي يعد أكبر المرشحين سنا في تاريخ الانتخابات الأمريكية، تجمعا انتخابيا أمام أنصاره في منتجع مارالاغو بفلوريدا، وسعى للتقليل من أهمية تجمع هاريس.
وجاءت تصريحاته الأخيرة بينما كان يحاول تهدئة الجدل الذي أثاره تجمع له في نيويورك، حيث استخدم مؤيد له عبارات مسيئة عن بورتوريكو.
وحاولت حملة ترامب تبرير تصريحات فكاهي مؤيد للرئيس السابق، فيما دافع ترامب عن نفسه في مواجهة اتهامات وجهها كبير موظفيه السابق، جون كيلي، حيث وصفه بـ”دكتاتور فاشي”.
ووصف ترامب تجمعه بأنه “مهرجان للحب”، وهي العبارة ذاتها التي استخدمها سابقا لوصف أحداث الكابيتول، فيما وصف رسالة هاريس بأنها “دعوة للكراهية والانقسام”.
وخلال جولته الانتخابية، توقف ترامب لاحقا في مدينة ألينتاون في ولاية بنسلفانيا، التي قد تكون حاسمة في هذه الانتخابات بفضل الجالية البورتوريكية الكبيرة التي تضمها.
وتخيم على الانتخابات مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها البلاد قبل أربع سنوات، في ظل تلميح ترامب إلى احتمال رفضه للنتيجة إذا خسر مرة أخرى.