06 ماي 2023
في مراسم دينية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد لكن تم تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين، أقيمت مراسم تتويج تشارلز الثالث وزوجته كاميلا السبت في كنيسة ويسمنتستر في العاصمة البريطانية لندن.
وقبل بدء هذه المراسم، اعتقلت الشرطة التي كانت قد حذرت من أنها لن تتسامح مع محاولة لعرقلة تتويج الملك تشارلز الثالث، عشرات الأشخاص في لندن بينهم ستة ناشطين مناهضين للنظام الملكي.
وبعد موكب رافق العربة التي أقلتهما تحت المطر من قصر باكنغهام، عبر تشارلز الثالث وزوجته بلباسهما الملكي، باب الكنيسة لتبدأ مراسم أنغليكانية لتتويجهما من قبل كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي.
وكان تشارلز وكاميلا غادرا قصر باكنغهام بالعربة “دايموند جوبيلي ستيت كوتش” وتجرها ستة خيول، في موكب تتقدمه فرقتا الخيالة والفرسان ويشارك فيه مئات الجنود. واصطف عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي طريق الموكب وهم يهتفون للملك والملكة، على الرغم من هطول الأمطار المتقطع.
وتم تتويج تشارلز الثالث ملكا عند الساعة 11,00 ت غ على وقع هتاف “ليحفظ الله الملك”. وسيعتمر بذلك تاج الملك إدوارد الرمز المقدس لسلطة العرش والمصنوع من الذهب الخالص ويُستخدم لمرة واحد خلال الحكم.
5 دول لم تتم دعوتها إلى الحفل
كشف مصدر بريطاني، لائحة الدول التي لم توجه لها الدعوة لحفل تتويج الملك تشارلز.
ونقلت “سكاي نيوز” عن المصدر البريطاني إن بريطانيا لم توجه الدعوة لكل من روسيا وروسيا البيضاء وإيران وميانمار وسوريا وأفغانستان وفنزويلا.
ووجهت الدعوة لرؤساء دول أخرى تتمتع بريطانيا بعلاقات دبلوماسية كاملة معها، بالإضافة لممثلي المناطق والأراضي التابعة للتاج البريطاني.
في المقابل، تم توجيه الدعوات لدبلوماسيين كبار بدلا من رئيس الدولة في كل من كوريا الشمالية ونيكاراغوا.
الأمير هاري غاب عن مشهد الشرفة الملكية
كان هناك تساؤلات قبل حفل التتويج عما إذا كان الأمير هاري سيظهر من خلال الشرفة الملكية بجانب أعضاء الأسرة المالكة.
الأمير هاري كان حاضرا خلال مراسم تتويج والده الملك تشارلز، لكنه لم يكن حاضرا عندما كان أعضاء العائلة المالكة يلوحون للحشود الكبيرة الموجودة أمام قصر باكنغهام.
ولم تسافر زوجة دوق ساسكس وطفلاهما إلى بريطانيا لحضور مراسم التتويج.

بعد انتهاء مراسم حفل التتويج ومغادرة جميع المدعوين الكنيسة، كانت الأجراس لا تزال تقرع ليستمر ذلك لثلاث ساعات من دون توقف فيمايعرف بالجلجلة الكاملة.
هذا التقليد التاريخي يمارس في المناسبات الكبيرة والهامة فقط.
أجواء الحفل في مباريات الدوري الإنجليزي
ألقت أجواء حفل تتويج الملك تشارلز الثالث بظلالها على عدة مباريات تقام في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم
حيث قام لاعبون ومشجعون بترديد النشيد الوطني في ملاعب في لندن ومانشستر وبورنموث
كذلك اجتمع لاعبو فريق مانشستر سيتي وليدز في منتصف ملعب الاتحاد لأداء النشيد الوطني.
سوء الأحوال الجوية
ظهر الملك تشارلز الثالث مرتديًا تاجه الملكي وبجانبه الملكة كاميلا وأعضاء آخرون من العائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام لتحية الحشود المتجمعة.
و شاهد الملك و الملكة عروضا للطيران العسكري ، شارك فيه خمس تشكيلات من طائرات الهليكوبتر مع طائرات تابعه لسلاح الجو الملكي. و اضطرت القوات الجوية إلى تخفيض عدد الطائرات المشاركة في العرض المقدم بسبب الأحوال الجوية.
من يمول حفل التتويج وكم بلغت التكلفة؟
يدور الحديث كثيرا في الإعلام عن تكلفة الحدث الملكي الفخم وحفل التتويج، وهل دافع الضرائب في المملكة المتحدة هو من يموله؟
دعا تشارلز شخصيات كبيرة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ابنه الأمير هاري، للمشاركة في هذا الحدث التاريخي، وسيستضيف حفل تتويج الذي يعتقد أنه باهظ التكاليف، حفلا موسيقيا كبيرا.
لم يتم بعد تقييم التكاليف رسميا، لكن قدرت بـ100 مليون جنيه إسترليني. وكشفت اللجنة المشرفة على تخطيط برنامج الحدث أنه على الرغم من محاولات تقليص التكاليف، فإنها قد تكون باهظة.
وبحسب محطة إي بي سي الإخبارية فإن برنامج حفل التتويج قد يكون باهظا وقد يصل إلى 125 مليون دولار. لكن هناك اعتقاد أن هذا الحدث لا يتكرر كثيرا بالنسبة للعائلة المالكة والبلد ككل.
كلف تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953 1.5 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل حوالي 50 مليون جنيه إسترليني اليوم.
وستدفع الحكومة البريطانية تكاليف تتويج الملك تشارلز الثالث، وبالتالي هي تكلفة يتحملها دافع الضرائب البريطاني في الأساس. ويدرك الملك والحكومة أن وقع هذا سيكون صعبا على البريطانيين الذين يعانون أصلا من ضائقة مالية. لكن تأمل الحكومة أن يدرك الشعب أهمية الحدث وماقد يجلبه للاقتصاد.
فمن المتوقع أن يجلب تتويج الملك حوالي 1 مليار جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني. فعوائد الاحتفال بما فيها حقوق البث التلفزيوني في جميع أنحاء العالم وحركة السياحة وحجز الفنادق لحضور التتويج في عطلة نهاية الأسبوع قد تقلص التكلفة قليلا.
ثروة الملك تشارلز
تصل ثروة الملك تشارلز إلى مابين 400 و 480 مليون جنيه إسترليني، وتصل الأصول التي يملكها بحسب بعض التقدريرات إلى 2 مليار جنيه إسترليني.
ويُقال إن غالبية أمواله موروثة من الملكة الراحلة، إذ كان هو المستفيد الوحيد منها بما في ذلك ثروتها ومجموعاتها الفنية والمجوهرات والمنازل الملكية الخاصة.
وعادة العائلة المالكة لاتول الحدث الوطني لكنها تمول مناسبتها الخاصة مثل الزواج.
وضع تاج الملكة ماري على رأس كاميلا
بحسب مصادر قصر باكنغهام استخدمت قرينة الملك كاميلا، تاج الملكة ماري الذي وضعته أثناء تتويج الملك تشارلز الثالث.
وبحسب تقارير إعلامية تم الاستغناء عن ماسة كوهينور المثيرة للجدل من التاج بعد تحذير الحزب الحاكم في الهند من مغبة إحياء “ذكريات مؤلمة من الماضي الاستعماري”.
وعدل التاج الذي استخدم اليوم للمرة الأولى منذ ثلاثة قرون لقرينة الملك.
واستخدام تاج موجود لتتويج ملكة قرينة بدلاً من صنع تاج جديد هو خطوة فريدة.

قصة خاتم “الزواج” الذي يلبسه كل ملوك بريطانيا عند التتويج
يعرف خاتم التتويج الملكي باسم “خاتم الزواج” ويتكون من ياقوت أزرق مع صليب ياقوتي مرصع بالألماس، وصُنع عند تتويج الملك ويليام الرابع في عام 1831. ويلبسه منذ ذلك الحين كل ملوك بريطانيا بعد التتويج.
ويرمز إلى الكرامة الملكية، وإلى “الزواج” المخلص للملك منذ قبوله التتويج واقترانه بشعبه.