بدأ عبد الوهاب مسيرَته الكبيرة بالموال ولم يشأ أن يختم مسيرته إلا والموال معه .. علي عمران
27 أغسطس 2023
نص خبر – مكتب القاهرة
الشاعر المصري علي عمران يكتب :
– محمد عبد الوهاب وقالب “الموَّال”
محمد عبد الوهاب أفضل من غنَّى قالب الموال في الغناء العربي
ورصيده من هذا القالب الغنائي ٢٢ موالًا منها الموجود ومنها المفقود ومنها الموال الخالص ومنها الموال داخل القوالب الغنائية الأخرى .
عشق عبد الوهاب هذا القالب و طوَّره وجعله لونًا قائمًا بذاته بعد أن كان مجرد مقدمة تمهيدية في بداية الأغنية يجذب بها سمع جمهور المستمعين، وبسبب حبه وإدراكه لتأثير الموال على ذائقة المستمع أدخله وجعله جزءًا في قوالب الغناء الأخرى التي غناها مثل: القصيدة والطقطوقة والمونولوج .
ومن أشهر مواويل عبد الوهاب الخالصة والموجودة في مكتبة الإذاعة موال:
– “كل اللي حب اتنصف” من تأليف أحمد شوقي
– في البحر لم فُـتُّكم
– أشكي لمين الهوى
– مسكين وحالي عدم
– اللي انكتب ع الجبين
– سبع سواقي
– اللي راح راح يا قلبي
– مال الفؤاد
– سيد القمر في سماه
– قلبي غدر بي
– ازاي بنصبر
– أمانة يا ليل
– النبي حبيبك
– بيني وبين القمر
– لك يا زمان العجب
– يا حبيبي ماحد قاسى
– شجاني نوحك يا بلبل
* ومن المواويل الخالصة المفقودة:
– صفَّر يا وابور
– النيل يهنّي
– ليه بس يا عيني
– اسعفيني بالدمع يا عيني في رثاء أحمد شوقي
ومن القوالب الأخرى التي تضمَّنتْ جزءا من الموال داخل سياقها
– أغنية “يا ورد مين يشتريك” في مقطع:
أصفر م السُّقُم أم من فرقة الأحباب؟
– أغنية “الحبيب المجهول” في مقطع :
مين انت ياللي بتشاغل أحلام شبابي بنور طيفك
– قصيدة “كليوباترا” في مقطع: ليلنا خمر
– قصيدة “الجندول” في مقطع: أنا من ضيّع في الأوهام عمره
– قصيدة “الكرنك” في مقطع:
أين يا أطلال جند الغالب أين آمون وصوت الراهب؟
وفي مقطع: أنا هيمان ويا طـــولَ هيامي
صور الماضي ورائي وأمامي
– وفي أغنية “حياتي انت”
في مقطع: لو كنت يوم هنيتني معاك ما كانش يصعب عليا
وكنت لما أشــتاق رؤياك طيفك يخايل عنيا
– وأغنية “عاشق الروح” في مقطع: هايم على دنياه زي الضحى والليل
– وأغنية “كل دا كان ليه” في مقطع غاب عني بقاله يومين
– وأغنية “بافكّر في اللي ناسيني” في مقطع واقول يا عيني ليه تبكي ما دام الليل مالوش آخر
– وفي آخر أغنياته “من غير ليه” لم يفُت عبد الوهاب أن يُرصِّعَها بدُرر الموال في مقطع: خايف لبكره يجينا تاخدنا من ليالينا .
هكذا بدأ عبد الوهاب مسيرَته الكبيرة بالموال وظل الموال معه حتى في غنائه للقصيدة أصعب القوالب الغنائية ولم يشأ أن يختم مسيرته إلا والموال معه
وتتجلَّى عبقريةُ عبد الوهاب في المزج المدهش بين القوالب الشرقية والإيقاعات الغربية
ففي قصيدة “الجندول” مثلا تجد الموال كما قلنا في مقطع:
أنا من ضيع في الأوهام عمره
وتجد إيقاع “الڤالس” الغربي في مقطع: آهِ لو كنتَ معي نختالُ عبرَه
ولم يكتفِ ذلك العبقري بإيقاع “الڤالس” في هذا البيت ولكن مزج بين الڤالس والموال معا عندما كرر جملة: “آه لو كنت معي”
أكثر من مرة على طريقة الموال ثم رجع للڤالس في توليفة جميلة لا تشعرُ معها بالاغتراب، وكأن عبد الوهاب يُؤكّد على عالمية الموسيقا وأنها تناسب وتتَّفق مع مزاج الإنسان أيًّا كان وفي أي زمان ومكان.
وقد أطلقَ عبد الوهاب قيد الموال فأصبح متعددَ الأشكال في الأغنية العربية بعد أن كان محصورا من قبل عند مهمته القديمة كتمهيد للوصلة الغنائية فقط بل جعل الموال وسيلةً للتعبير عن حالة الشجن والنوح التي يعيشُها عبد الوهاب ذلك البلبل العذب
حالة لا تملكُ معها إلا أن تقول له وبكلمات أحد مواويله:
” شجاني نوحك يا بلبل”