انتحار زوجين في العيد يكشف تسلّل جماعة “القربان” إلى لبنان

5 يوليو 2023
“نص خبر”- بيروت
شهدت بيروت خلال عطلة عيد الأضحى حادثين مأساويين بعد انتحار زوجين، وكشف التحقيقات أنّهما ينتميان إلى جماعة دينية تدعو إلى تطهير الرّوح عبر خروجها من الجسد.
فقد أقدم شاب في عيد الأضحى في ضاحية بيروت الجنوبية على الانتحار بعد أن رمى بنفسه من مبنى منزله.
وكان الشاب قد قام بخلع كل ملابسه قبل إلقاء نفسه.
وعلم “نص خبر” أنه خلال التحقيقات التي تلت حادثة الانتحار، لم يقتنع الضابط الذي قام باستجواب عائلة الشاب الذي كان قد عاد لتوّه من كندا بما سمعه، افترض أنّ ثمّة أمراً غير طبيعي.
في اليوم التالي، قامت زوجة الشّاب بمحاولة الانتحار بالطريقة نفسها بعد أن خلعت ملابسها، ورمت بنفسها من سطح منزلها إلا أنّها لم تمت بسبب عدم اصطدامها بالأرض مباشرةً.
الزوجان مواليد أواخر التسعينيات، ولديهما طفلة في الثانية من عمرها، وخلال التحقيقات معها قالت الزوجة إنّها حاولت الانتحار للحاق بزوجها.
وعند سؤالها عن سبب خلعها ملابسها قبل محاولتها الانتحار، قالت إنّها حاولت الانتحار بنفس طريقة زوجها.
أجوبة الزوجة لم تقنع المحققين، وقد كشف شهود أنّ الشاب المنتحر كان قد بدأ باقتناع أفكار متطرفة، أثارت القلق في محيطه.
ولدى الاستماع إلى أحد أقارب الضحية، قال إنّه رآه قبل انتحاره بيومين، يغسل رأسه بوعاء مليء بالبول، وعندما سأله “ماذا تفعل” أجابه أنه يطهّر نفسه، وأشار إلى أنّه قد صام أياماً قبل انتحاره، كما أفاد الشاهد أنّ الشاب المنتحر قام بكسر اللابتوب الخاص به، بحجة تطهيره من كل متع الدنيا.
وقال الشهود إنّ الشاب طلب من زوجته قبل انتحاره بيوم أن تتوقّف عن الصلاة، وإنّ الزوجة في ساعة انتحاره كانت مرتبكة جداً وكأنها كانت تعلم بما يجري.
والد الضحية، أخبر المحققين أن ابنه تعرّف إلى شيخ مقيم في لندن قبل مدّة، كان يستمع إليه عبر يوتيوب، زرع في رأسه أفكاراً غريبة، منها أنه إذا مرض ابنه لا يأخذه إلى طبيب، كما لا يتناول أي دواء هو وزوجته حتى لو مرضا، لأن ثمة آية في القرآن تقول “وإذا مرضت فهو يشفين”.
وقد بيّنت التحقيقات أنّ الأم كانت تنوي رمي طفلتها ابنة السنتين، وقد علم “نص خبر” أنّ المحققين لم يستوعبوا بعد حقيقة ما حصل، وأنّ جواً من الذّهول يسيطر عليهم، وثمة تساؤلات تطرح “هل نحن أمام جماعة من المرضى النفسيين؟ أم أنّ ثمّة رجال دين لهم أجاندات خاصة؟”.
وتقرر عرض الزوجة على طبيب نفسي، كما يجري اليوم فحص هاتف الزوج وزوجته، وثمّة مواجهة أمنية لمعرفة مدى امتداد هذه الجماعة في المجتمع اللبناني، ومن هم أعضاؤها، وكيف تمكّن رجال دين من إقناعهم بالانتحار الذي يحرّمه الدّين.
التحقيقات لم تنتهِ بعد، وقد تردّد أن ثمّة تنسيق مع السلطات العراقية، لمعرفة ما إذا كانت هاتين الحادثتين مرتبطتين بأحداث مشابهة حصلت في العراق في محافظة ذي قار قبل فترة، حيث انتشرت جماعة تدعى القربان.
حسب هذه الجماعة، فإن الروح بحاجة إلى التحرر والتطهّر. وتحرير الروح يكون بخروجها من الجسد، ومغادرة الدنيا، التي يعتبرونها مكاناً للهو والفناء والنفاق. والتضحية تكون بمناسبة دينية، و”كما وُلد الإنسان”، أي أن يكون عارياً بالكامل.
رغم صدور بيان نفي عن عائلة الضحية، واعتبارهم أن كل ما يُقال هو اتهامات كاذبة وتكهنات وفرضيات، تكشف المصادر أن المحققين قرروا التوسع بالتحقيق لمعرفة الحقيقة، ومتابعة جذور الجماعة وما إذا كانت موجودة في لبنان، وإلى أي حدّ تمكنت هذه الأفكار من التغلغل بعقول الشباب.

قد يعجبك ايضا