17 أغسطس 2023
د. ساري دعاس*
كثيراً مايتعود الأطفال (حوالي السنة الثالثة) التلفظ بألفاظ نابية لها علاقة طبعاً بما يسمعونه أويشاهدونه من أشياء قذرة أوقبيحة وهم بذلك يعتبرون أنفسهم ظرفاء وشجعاناً.
وكلما تقدمت بهم السن فإن الأطفال الطبيعيين الذين يختلطون بأطفال آخرين العلاج الفعال (وهم يجب أن يختلطوا بغيرهم) يتعلمون كلمات الشتائم والكلمات القبيحة،وهم قبل أن يعلموا معاني هذه الكلمات بوقت طويل،يعلمون أنها كلمات تدل على الشقاوة ويكررونها ليظهروا كيف أنهم على علم بأشياء كثيرة في الحياة ولايخافون أن يكون في أخلاقهم بعض السوء.
وكثيراً ما يسبب خروج هذه الكلمات من أفواه الأطفال الأبرياء صدمات لآبائهم عندما يسمعونها منهم؛ فماذا يفعل الأب أو الأم الطيبة في هذا؟ من الأفضل ألا تقفزي فزعًا وألا تبدي أنك قد صدمت صدمة شديدة لما تسمعين حتى لايؤثر هذا تأثيراً قوياً على الطفل الخجول الرقيق، إذ أن ذلك قد يقلقه ويجعله يخشى مصاحبة الأطفال الذين يرددون تلك الكلمات، ولكن الكثيرين من الأطفال يسرون (ولو سراً) عندما يرون آباءهم وقد أفزعتهم تلك الألفاظ، ويظل بعضهم يردد هذه الكلمات وغيرها في البيت لالشيء إلا لكي يحصل على نفس الأثر المفزع من الوالدين أما الآخرون الذين يهددهم آباؤهم بعد استعمال هذه الكلمات فسيبحثون عن أماكن أخرى ليرددوا فيها كلماتهم وبمعنى آخر إن في هذه التصرفات من الوالدين اقتناعاً للأطفال بأنهم يستطيعون أفزاع العالم بمجرد ترديد بعض الكلمات، وهذا تصرف شبيه بتصرفك إذا قدمت للطفل سلاحاً حقيقياً وقلت له:بالله عليك لا تضغط على الزناد..إنه قطعاً سيضغط عليه.
ومن ناحية أخرى لايجوز البقاء على الصمت ونحن نسمع تلك الألفاظ بل أعتقد أن التصرف الذي تقومين به يجب أن يكون على هذا النحو:
اتركي طفلك يستمتع بعض الوقت بترديد كلماته القبيحة مالم تكن فظيعة جداً (ثقي تماماً أنه لا يعرف معناها الحقيقي)، ولربما تبتسمين قليلاً لتريه أكتراثك ثم غيري فوراً موضوع الحديث وذلك كلما ردد الطفل هذه الكلمات، وإذا لم ينجح هذا في القضاء على ترداد الطفل لهذه الكلمات أو إذا ابتدأ يردد كلمات تسيء إلى الناس والجيران إساءة بالغة فيجب أن تخبريه بهدوء ووضوح أن كثير من الناس لا يحبون أن يسمعوا هذه الكلمات إطلاقاً وأنك لاتحبين ان تسمعيها كذلك منه وعليه أن يتجنبها.
*استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض