القاصد يؤسس لمعجم نقدي عربي “منّا وفينا”

13 أبريل

خاص – نص خبر

في كتابه الجديد “الدلالة النصية وسيميائية النص المضمر”، يعيد د.حسين القاصد تأصيل أفكار نقدية عربية جديدة قافزاً على النظريات النقدية التي استوردناها وعملنا على مناهجها، معتبراً أن نقدنا العربي عليه أن يكون مجترحاً دلالاته ومصطلحاته وبنيويته من صلب النصوص التي يقابلها نقدياً.

في هذا الكتاب طرحٌ جريء يؤسس ويؤثث لمصطلح “الدلالة الثقافية” بدلاً من “الدلالة اللغوية”، ذلك أن اللغة تتحرك من مكانِ إلى آخر وتنتقل دلالتها جغرافياً وتاريخياً، وبذلك يرفض القاصد موت المؤلف ورولان بارت ويرفض كذلك جاك لاكان الذي يقول بتحرير الدالّ من سلطة المدلول اللغوي. بل يذهب بعيداً في طلبه لإحياء المؤلف من جديد ومحاكمته بمفاهيم عصره ومعجمه الدارج.

إن المؤلف هنا ينظر إلى القصيدة بوصفها شريط فيلم سينمائي، له دلالات بصرية وثقافية خاصة به تنتشر على جسدها كالوشوم. وعلينا قراءة كل قصيدة على حدة مع صاحبها ومحيطه.

تناول القاصد جملةً من النصوص التي يتكئ عليها في البحث عن الدلالة الثقافية مثل قصيدة “شعر البنات” للشاعر العراقي عارف الساعدي، وفيها إثبات مباشر لدلالة النص الثقافي من أن شعر البنات هنا حلوى وليس الشعر الذي نعرف فانتصرت بذلك الدلالة الثقافية على اللغوية. أيضاً تناول رواية فرانكشتاين في بغداد لأحمد سعداوي، وناقش الكتاب عدة مفاهيم وأنساق ثقافية جديدة منها نسق الاتكاء ونسق التعويض ونسق الاستدعاء.

كتب القاصد على غلاف كتابه الأخير: “ليس لهذا الكتاب أن ينتهي، ربما قدر الله له أن يبدأ لكن ليس له أن ينتهي، فقد يغري الباحثين ليقولوا معه أو ضده، لكني قلتُ، وسألوذ بقول أبي الطيب :
وهبني قلتُ هذا الصبحُ ليلٌ
أيعمى العالَمون عن الضياءِ؟”.

قد يعجبك ايضا