الفنانة التشكيلية ليلى نصير … الموّت يخلّصها من العزلة والوحدة!

نص خبر- دمشق 

17 أغسطس 2023

انطفأت أمس في اللاذقية الفنان التشكيلية السورية ليلى نصير (1941- 2023) بعد مشوار من الخذلان والانكسار والوحدة. الخط المتقّد الذي خطّته الفنانة  السورية على خارطة التشكيل الوري انطفأ بشكل كلي واستحال عتماً دامساً وقتامة مطلقة كحال البلاد التي ترزح تحت وطأة الفقر والجوع!

عاشت الراحلة حياة من العزلة بداتها بسيرة تمرّد بليغ. انطلقت نحو الحياة العملية سنة 1961 عندما غادرت مدينتها إلى القاهرة للدراسة في كلية الفنون الجميلة فاكتشفت كنوز الفن المصري القديم والحديث عن كثب، وسترفد هذه الاكتشافات لاحقاً بمقترحات من النحت السوري في عجينة خاصة تحمل روحها وبصمتها.

كانت تسافر في رحلة استكشاف ريفية لتلتقط وجوه الفلاحين وتصوغ يومياتهم بلوحاتها. بينما كانت جريئة بما يكفي لتقتحم مقهى شعبي في اللاذقية في ستينيات القرن الماضي لترسم وجوه مرتاديه. ما أن يلفتها وجه حتى تلتقط قلم رصاص وترسمه. لدرجة أن المقهى ذاك يحتفط بكرسيها حتى اليوم.

ووفقاً لما يراه التشكيلي والناقد السوري أسعد عرابي في حديثه مع الصحافة العربية، فإن أعمال هذه التشكيلية تمتاز: «بمتانة رسمها خاصة للوجوه والأجساد الأنثوية، مغلّلة بحزن المرأة في المجتمع الذكوري المشرقي. تعكس لوحتها بالتالي عذابات الأنا العليا، ومعاناة الأنثى عند اختلائها بمرآتها السيزيفية». ويضيف: «يقترب النسق الإيقاعي للجسد نفسه ومعاودته من أنظمة رسوم المعابد المصرية ضمن تحولات خطية وتشريحية لا نهائية، ناهيك بالتبدلات الرهيفة في ألوان الإضاءة، تتحرر خطوطها من المساحات بطريقة معاصرة حدسية لا تعرف التكرار».

 

قد يعجبك ايضا