رشا العقيدي – New Lines Magazine
هناك أحداث تبقى في ذاكرتنا، ليس فقط لأشهر أو لسنوات بل لعقود.. هذه اللحظات لها تأثير دائم على بقية حياتنا.
تشكل الفترة الممتدة من أواخر عام 2002 حتى عام 2008 سيلاً من الذكريات اللامتناهية بالنسبة لي، عندما عشت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. تكمن المفارقة أنه بينما كان العراق في نشرات الأخبار على مدار الساعة، لم يكن العراقيون أنفسهم كذلك، بل كانوا مجرد أرقام وإحصاءات وأضرار جانبية.
في تغطية حية لتلفزيون الكويت لحظة دخول القوات الأمريكية ساحة الفردوس ببغداد، صاح المذيع الكويتي “الله أكبر! الله أكبر!” كما سقط تمثال صدام وسط هتافات مئات الاشخاص. لم أكن سعيدة ولا حزينة، ولكني تساءلت عما إذا كان ما أراه حقيقياً! فالرجل الذي كنا نخافه أكثر من الموت ؛قد هزم للتو. هل كان نمراً من ورق طوال الوقت؟
استمرت مجمل العمليات العسكرية لـ19 يوماً فقط، لكني شعرت وكأنها شهور.
بسبب وظيفتي في القطاع العام؛ تم تهديدي عبر الهاتف من قبل شخص يدعي أنه عضو في “الدولة” أو “داعش”. غادرت بالطبع في نهاية علم 2013.، وإلى جانب الصدمة العاطفية فقد عانيت من جروح ناتجة عن شظايا. اتخذت حياتي منعطفاً أفضل بلا شك بسبب الحرب، ولهذا أحمل ذنباً هائلاً، وأشك في أنه سيتلاشى أبداً.