23 نوفمبر 2023
لما مرشد – كاتبة سورية
إلى أخوتي في غزة :
نعم شئتم أم أبيتم نحن إخوة على الأقل في الحالة الإنسانية التي تلاشت عندو العدو الغاشم والأسوء منه من تخلى عنكم، وبتم وحيدين تحاربون طواحين الصواريخ والقذائف. بدلا من زراعة الليمون والزيتون الذين يأبون إلا أن يكونوا شامخين مهما جار عليهم الزمان.
لايوجد شخص في هذا العالم إلا ،وهو مدين لكم باعتذار عن مصابكم . صحيح الاعتذار لايرجع أرواح الغوالي ولايصلح ما أصابكم ولكنه واجب ولغة الأقوياء الأحرار.
الأحرار الذين يتمنون في كل لحظة أن يكونوا معكم، الأحرار الأطفال الذين يذرفون دموعا على مصابكم، وهم لا يعرفون لوجستية الحروب ولا بروباغندا الصهاينة. باتوا يعرفون أكثر مننا عن تاريخكم ويناقشونه بين ذواتهم ويعجبون بما تقدمون ويحزنون مثلكم على فراق الأحبة .
أذكر أن الرحيل بغير الشهادة قادرٌ أن يوقف صاحب مصابه عمراً كاملاً فكم عمراً يلزمكم لتجاوز محنتكم، ولكن ما يعزيكم أنكم وأطفالكم شهداء فداء لقضية كنتم ومازلتم تفدونها بالغالي والنفيس، وخاصة مايحصل مع الخدّج الذين لاذنب لهم إلا أنهم خُلقوا في أرض كل مافيها مقدس حتى ترابها الذي لا يستطيع أن يدنسه المحتل الغاشم، لأن قدسية ذلك التراب تتجدد بدمائكم، والى حين نلتقي في الأقصى بواسطة جهودكم الجبارة والمباركة في كنيسة القيامة أتمنى لكم قيامة مجيدة تنفضون بها غبار سنواتكم العجاف.