10 ديسمبر 2023
صحافة العالم – فزغلياد
لقد بات واضحاً أن ما يجري في أوكرانيا هو حرب لاستنزاف الموارد بين روسيا والغرب، وهو ما ينعكس على أسعار النفط في قلب هذه المواجهة، وما يعني بشكل أو بآخر إنشاء اتفاقيات وتحزبات حول النفط مثل تلك التحزبات حول الحرب.
وقد كتب غليب بروستاكوف، في فزغلياد”: تشير التقلبات الحادة في أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين إلى وجود صراع جدي على الجبهة الرئيسية للحرب العالمية، أي جبهة النفط. ففي حين كان سعر خام برنت الذي لا يزال معياريًا، في سبتمبر، قريبًا جدًا من المستوى النفسي البالغ 100 دولار للبرميل، فإن الأسعار اليوم تتأرجح حول 80 دولار. وتعكس التقلبات الشديدة عددًا من العوامل، وأهمها محاولات الولايات المتحدة القضاء على نفوذ “أوبك+” والأحداث سريعة التطور في الشرق الأوسط.
وباعتبارها أكبر منتج للنفط ومستهلك له (إلى جانب الصين)، فإن الولايات المتحدة لديها القدرة على الموازنة بين تلبية الطلب المحلي عليه وتكلفة تصديره. هنا والآن، تحتاج الولايات المتحدة إلى النفط الرخيص. فأولاً، التضخم (وبالتالي السعر الذي يحدده بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي) إلى حد كبير مشتق من تكلفة الوقود في السوق المحلية؛ وثانياً، تشكل أسعار النفط المنخفضة عنصرًا أساسيًا في المواجهة مع روسيا، وفي الوقت نفسه أداة لترويض ممالك الخليج العربي، التي أظهرت مؤخراً القليل من الاحترام للهيمنة الأمريكية.
ونظرًا لطبيعة حرب استنزاف الموارد التي تدور رحاها الآن بين روسيا والغرب، فإن أسعار النفط تصبح على نحو ما محور هذه المواجهة. وعليه، فإن مفتاح نجاح موسكو، من ناحية، هو تطوير القطاع غير النفطي وتوسيع أسواق المبيعات والخدمات اللوجستية؛ ومن ناحية أخرى، من المفيد لروسيا أن تبذل كل ما في وسعها لتعزيز “أوبك+”. فالتحالف الاستراتيجي مع السعوديين بدأ يؤتي ثماره، ومن المهم مقاومة أي محاولات لتدميره. وتشكل زيارة فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خطوة أكثر من فعالة في هذا الاتجاه.