ة9 أكتوبر 2023
القاهرة – عمرو يوسف
من اللحظة الأولى لحرب أكتوبر 1973، أطلقت المدفعية المصرية 2000 طلقة في الدقيقة لمدة ساعة تقريبا، لتفتح الطريق أمام العبور العظيم، ورغم مرور نصف قرن على الحرب، لا زالت السينما المصرية واقفة عند عنوان فيلمها الأول عن الانتصار “الرصاصة لا تزال في جيبي”، فلم تطلق رصاصة واحدة تصيب الهدف، وإنما عدة أفلام رومانسية واجتماعية تم استغلال مشاهد الحرب بنهايتها بحثا عن إعجاب الجمهور.
من المفهوم أن السينما المصرية ظلت عاجزة عن التعاطي مع انتصار حرب أكتوبر لمنتصف العام 1974، فالحرب نفسها استمرت لفترة طويلة، ونهايتها ظلت متأرجحة لحين بدء مفاوضات الكيلو 101 وإعلان وقف إطلاق النار وفض الاشتباك، والأهم أن الأوضاع لم تسمح لأي مصور “غير عسكري” بدخول الجبهة، وليس سرا أن كل المشاهد التي يتم عرضها ضمن الأفلام المصرية لم تكن حقيقية ولا من الحرب نفسها، ولكن تم تصويرها بواسطة الجيش المصري بعد انتهاء عبور خط برليف بالفعل.
محمود ياسين ونجلاء فتحي كانا أصحاب السبق في التعامل مع حرب أكتوبر، عام 1974 حيث أطلقا معا فيلمين الأول “بدور” و”الوفاء العظيم”، بينما أصدر محمود ياسين منفردا فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي”، واللافت أن الأفلام الثلاثة رومانسية بامتياز، ولكن تم استغلال النصر العسكري لتحقيق انتصار عاطفي، ومصالحة اجتماعية.
الرصاصة لا تزال في جيبي تم إنتاجه عام 1974، وهو واحد من أشهر الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر، وتدور قصته حول (محمد) الذى ينجح بالفرار بحرا ويعود بعد حرب 1967 إلى بلدته محطما يائسا بعد أن رأى مقتل رفاقه جميعا أمام ناظريه، ثم يتفق محمد مع العم على الزواج من فاطمة، ولكن تنشب حرب أكتوبر ويتم العبور ويعود محمد محملا على الأكتاف ويتزوج فاطمة .
بدور
فيلم “بدور”، تم انتاجه عام 1974 والتي دارت قصته حول صابر الذي يلتقي بفتاة نشالة ولكنها تقرر التوبة، ويدعي لأهل حارته بأنها ابنة عمه وتعيش فى منزل المعلمة “نوسة”، حتى يعرف أهل الحارة حقيقتها فى الوقت الذى يذهب خلاله صابر للحرب، ويشتعل الصراع مع العدو، ويتم النصر والعبور يعود صابر مجددًا للحارة مصابًا ويحتفل مع أهل حارته بزواجه من بدور.
الوفاء العظيم
أما فيلم “الوفاء العظيم” فتدور أحداثه حول حسين الذى يقتل سهى لتفضيلها الزواج من رؤوف رغم حبه لها، يتبنى رؤوف الطفلة اليتيمة ولاء ليربيها حتى تشغله عن أحزانه، تمر السنوات ويعجب بها عادل ابن صديق العائلة، بينما يربط الحب بينها وبين صفوت ابن حسين، إلا أن رؤوف يرفض زواجهما ويعقد قرانها على عادل، تنشب حرب أكتوبر، ويشارك فيها عادل وصفوت وتربط بينهما الصداقة، وهو من إنتاج عام 1974.
أبناء الصمت
وفي عام 1974 أيضا عرض فيلم “أبناء الصمت” والذي تدور أحداثه بعد إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات وحرب الاستنزاف، حيث يخوض المقاتل مجدي الحرب على الجبهة، وينتهي الفيلم بملحمة العبور، وهو فيلم عن المجتمع المصري أكثر منه فيلما عن الحرب.
العمر لحظة
وفي عام 1978 قدم فيلم “العمر لحظة” والذي تدور أحداثه حول حرب أكتوبر، هو تناول أول مشاهد حقيقية للحرب، وتناول الحياة في مصر خلال تلك الفترة بعيون الصحفية نعمت، المتزوجة من رئيس تحرير جريدة فاسد، وتسعى نعمت خلال أحداث الفيلم إلى كشف الحقيقة وتغطية قصص الجنود من الجبهة.
فيلم حتى آخر العمر
أنتج فيلم حتى آخر العمر سنة 1975، وهو من بطولة محمود عبد العزيز، وعمر خورشيد وعماد حمدي، ويتناول الفيلم قيام الجنود المصريين في عملية بدر في أولى حرب أكتوبر سنة 1973، وعبورهم لقناة السويس، ورغم اتساع المشاهد الحربية وتخصص الفيلم في عرض مشاهد المعارك الجوية، إلا أنه بالأساس فيلم عن كيفية تجاوز الزوجات المصريات محنة عودة الجنود والضباط بإصابات مزمنة.
سينما حرب الاستنزاف
اللافت أن السينما المصرية قدمت أفلاما أفضل عن حرب الاستنزاف، بل وكان تناولها عن أثر نكسة العام 1976 أكثر عمقا، ونقف هنا أمام رائعة علي عبد الخالق “أغنية على الممر” وفيلم “حكايات الغريب” وحائط البطولات، والطريق إلى إيلات والصعود إلى الهاوية انتهاء بفيلم “الممر” للنجم أحمد عز.