أطباء المجالس

 

د.عبدالعزيز بن محمد بن حمد الحمادي

10 أبريل 2023

قلّ أن يكون هناك مجلس إلا وتجد فيه من نصب نفسه حكيماً وطبيباً، يصف لهذا الدواء، ويخبر ذاك عما أصاب فلاناً من الناس،وكيف شفي من مرضه وتعافى بعد أن أكل أو شرب الدواء الفلاني،بل يتفانى البعض منهم بأنه على استعداد لأن يتولى إحضار هذا الدواء المذكور أو توصيله إلى من عنده ليشفى من ذلك المرض.
وهذا الأمر لا يقتصر على مجالس الرجال،بل امتدت هذه الظاهرة حتى إلى مجالس النساء؛فكم من مسكينة تساقط شعرها، وأخرى شحب وجهها،نتيجة لتناقل معلومات غير صحيحة عن علاج لتساقط الشعر أو لتبييض الوجه,وأدهى وأمر من ذلك حينما يكون لبعض الوصفات آثار سلبية، مضاعفة تزيد من حالة المريض سوءاً وبلاءً أو تصيبه بأعراض جانبية، ويصبح حاله كما في أمثال العرب «يزيدون الطين بلة»، إن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أطباء المجالس ويقدمون الاستشارات من دون سؤال، يعرِّضون غيرهم للأذى، ويعرضون أنفسهم لغضب الله، فهم يظلمون أنفسهم، ويظلمون غيرهم بسبب ما ينقلونه من معلومات خاطئة.
والإنسان العاقل هو الذي يستطيع أن يأخذ العلم والحكمة من أهلها، ولو أننا جميعاً وقفنا في وجه هؤلاء وحذرناهم حماية لأنفسهم وحماية لغيرهم لارتدعوا وتوقفوا عن إلحاق الأذى والضرر بالغير، ولكن مع الأسف أن المعلومات الخاطئة تنتقل من مجلس لآخر، ومن ثم تنتشر في المجتمع كانتشار النار في الهشيم، ثم نرى ونلمس أضرار ذلك في عواقب وخيمة جداً تكون وبالاً على من تلقاها بصدر رحب، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي كثر المنظرون والمفتون في كل فن.
واسألوا أقسام الطوارئ بالمستشفيات والمختصين عن ضحايا أطباء المجالس، ومواقع التواصل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا