أحمد إمام: أنا من جيل الأحلام الكبرى وحراسة الخسارات

17 ديسمبر 2023

حاوره: هاني نديم

نحو مصر المحروسة وشعرائها اليوم وهم يلمعون على خريطة الشعر العربي بأسماء كالنجوم، شعراء كثر تصدرهم المحروسة إلى إخوانهم في الوطن العربي المتعطش لأصواتهم التي أعادت الألق لشعر مصر القديم بعدما احتلت الرواية المساحة الأوسع.

أحمد إمام واحد من تلك الأصوات المصرية الرائعة، التقيته في دردشة خاطفة أستعيد معه بعض الأسئلة والهواجس. حاورته قبل أحداث غزة الدامية وتأجل هذا الحوار حتى اليوم لظروف البلاد.

سألته:

  • هل الشعر العمودي اليوم في مصر مزدهر أكثر من أي وقت مضى إن صح تصوري؟ ولماذا برأيكم؟

– أوافقك الرأي، أعتقد أن هناك جيلًا شعريا مميزًا في مصر يكتب القصيدة العمودية بنَفَس مختلف ومشارب متعددة، بعد أن غرّب السبعينيون الشعر في مصر (من الغرابة والتغريب) ثم سادت في التسعينات قصيدة النثر المعنية أكثر بالتفاصيل والهموم الذاتية أو ما عُرف نقديًا باليومي والمعيش، ثم حدثت بعد ذلك طفرة في القصيدة البيتية -ربما بسبب الحنين- بالتوازي مع ما حدث في الحواضر الشعرية الكبرى في العراق والشام ولأسباب أخرى بينها بالتأكيد المسابقات الشعرية، ولكن بعيدًا عن السبب الأخير تظل قصيدة البيت الشكل الشعري الأكثر رسوخًا في حضارتنا الشعرية والمؤثر الرئيس في تكوين الشاعر والقارئ العربي لمفهوم الشعر.

 

 

  •  لمن يقرأ أحمد إمام ولمن لا يقرأ؟ كيف يقول هذا يشبهني وهذا لا؟

– أقرأ في الأدب والفلسفة والسياسة والاجتماع وأتمنى تحسين علاقتي بالعلوم التطبيقية، أقرأ كل ما وقعت عليه عيناي؛ وهكذا أرى أن يحصِّن الشاعر نصّه بثقافة تتجاوز النظرة الأولى للشعر ككائن رعوي يقوم على الموهبة وحدها، أما لمن لا أقرأ؟ فأنا لا أقرأ النسخ الشائهة من المشاريع الشعرية المهمة وأسميهم شعراء “الهاي كوبي”. كيف يقول هذا يشبهني وهذا لا؟

تخلصت قبل سنوات عدّة من سؤال الشكل الشعري وتجنبت صراعاته قارئًا وشاعرًا وانعكس هذا على ذائقتي في الإخلاص لجوهر الشعر وأستطيع أن أقول تشبهني كل قصيدة أستطيع تلمس جمالها بالحواس الخمس.

أعمل في تدريس اللغة الألمانية وأداوم على الركض في رحلة البحث

  •  كيف بدأت علاقتك بالشعر وأين انتهت؟ هل من كروكي أو خارطة طريق لنصك ومشروعك؟

– العلاقة بالشعر بدأت منذ الطفولة، نشأت بالاهتمام بالكلمة في الموال والأغنية والإنشاد الديني والقصائد المدرسية ثم اكتشاف قدرتي الهائلة في استعادة واستظهار كل ما هو مُنغم/ موزون ثم بالقراءة الجادة والمنتظمة، كتبت قصائدي الأولى في الجامعة وتخلصت منها جميعًا. ومر نصي بفترات انقطاع واتصال ولي الآن قيد النشر ديوانان أحدهما من قصيدة النثر كان قد ترشح للقائمة القصيرة لجائزة الرافدين دورة الشاعر بسام حجار والآخر بالإيقاع الخليلي بشكليه العمودي والتفعيلي.

 

 

  • عنك خارج النص.. حدثني عن الحياة والبلاد والأصدقاء..

– أنا ابن جيل الأحلام الكبرى وحراسة الخسارات؛ صدقنا أن البلادَ البلادُ وإلى الآن نشقى بحسن الظن، أب لثلاثة أطفال لا يرى شيئا أهم من الأسرة، أعمل في تدريس اللغة الألمانية وأداوم على الركض في رحلة البحث، ربما عن نفسي أولًا، أما عن الأصدقاء فهم قلة قليلة على أصابع اليد الواحدة لست في حاجة معهم إلى الدفاع أو التبرير ولست مستعدًا تجاههم لتسديد أيّة فواتير إلا المحبة ولو على البعد.

قد يعجبك ايضا