أحدثهم إليزابيث ديبيكي.. كيف يبرز هؤلاء النجوم فن “المكياج” السينمائي عالميًا؟

إنه آلفونس كابوني أسطورة الإجرام الأمريكي المجرم الذي سبب صداعاً أبدياً للقانون الأمريكي والذي لا يزال بعد أعوام طويلة من رحيله رمزاً حقيقياً للإجرام وعالم المافيا، كثيرون جسدوا شخصية كابوني في كثير من الأعمال التي تناولت قصة حياته لكن أحداً لم يتقمص شخصيته كما فعل توم هاردي في الفيلم الذي حمل اسمه كابوني.

جسد هاردي في الفيلم شخصية كابوني في الأعوام الأخيرة من حياته بعد أن أمضى 11 عاماً في السجن كابوني العجوز الذي حطمه السجن ومرض الزهري، رغم المراجعات السلبية التي تلقاها الفيلم إلا أن أحداً لم ينكر الأداء البارع القوي لتوم هاردي الذي تحول إلى نسخة من آل كابوني بوزن زائد ورأس زحف عليه الصلع إضافة إلى سيجار ضخم لا يفارق شفتيه تحول الوسيم البريطاني إلى عراب المافيا الأشهر في الواقع.

رأى كثير من النقاد أن السبب الوحيد الذي قد يجعلك تشاهد الفيلم هو أداء هاردي الرائع لكن الكتابة والإخراج ظلما موهبته الرائعة ظلماً حقيقياً.

•  رينيه زيلويغر بدور جودي غارلاند في (Judy (2019 

تعد جودي غارلاند واحدة من أشهر نجمات أميركا وأكثرهن شعبية اشتهرت جودي في فترة مبكرة من حياتها ورحلت تاركة أثراً لا يمحى في قلوب الملايين.

ولا شك أن الرائعة رينيه زيلويغر قامت بعمل رائع عندما قدمت شخصية جودي حيث كانت تستغرق يومياً حوالي الساعتين لتتحول إلى أيقونة الشاشة الفضية عن طريق استخدام الجلد الصناعي والعدسات اللاصقة والشعر المستعار.

لكن أداء زيلويغر المذهل كان من منح الحياة مجدداً لجودي، لقد كان حب رينيه لجودي واضحاً للغاية إذ قدمت الممثلة الأوسكارية كل ما بوسعها وأبرزت موهبتها الاستثنائية بنجاح مطلق أعاد محبوبة الشاشة إلى الحياة بعد عقود من رحيلها عن هذا العالم الذي قدمت له كل حياتها.

•  خواكين فينيكس بدور الجوكر في (The Joker (2019

لم يكن أداء الجوكر سهلاً بأي حال على الرائع خواكين فينيكس إذ أنه ومنذ اول إعلان عن الدور واجه منافسة قاسية لا ترحم مع الراحل هيث ليدجر.

لكن خواكين الممثل الأسطوري الشهير كان على قدر التحدي بل وأفضل ونجح في تقديم الجوكر بطريقة مختلفة تماماً طريقة دفعتنا دفعا للتعاطف مع عدو باتمان اللدود.

لأجل الدور خسر فينيكس الكثير من وزنه حتى أن عظام قفصه الصدري كانت واضحة للعيان إضافة إلى إطالة شعره وصبغه بلون موحل غريب وبالطبع مكياج الجوكر المميز الذي كان مرعباً بحق، لكن كل هذه التغييرات الجسدية لا تذكر أمام الأداء الأسطوري المذهل الذي أتحفنا به خواكين والذي قاده بخطى ثابته لنيل جائزة أوسكار متوقعة للغاية يصعب حقاً منافسة أداء أسطوري مذهل كالذي أتحفنا به فينيكس.

• أوليفيا كولمان بدور الملكة إليزابيث الثانية في (The Crown (2019 

أصبح من المعروف أن مسلسل “التاج” يغير طاقم ممثليه كل موسمين ليتمكن من رصد تغير الأعوام التي مرت على الشخصيات ورغم وجود ثلاث ممثلات أدين دور الملكة إليزابيث إلا أن أولفيا كولمان تبرز بقوة بأدائها اللافت لدور الملكة في فترة الكهولة.

لقد نجحت كولمان في تقمص شخصية تاريخية شهيرة ببراعة حقيقية من خلال الالتزام بالحركات الجسدية إضافة إلى مكياج متقن لملامح الوجه وشعر مستعار وملابس مطابقة جعلت الكثيرين يرون أن أوليفيا كولمان كانت أفضل نسخة ممكنة من الملكة خاصة في الشكل الخارجي.

إذ بدت كولمان أحياناً نسخة طبق الأصل عن الملكة الراحلة حتى يصعب عليك أحياناً التفريق بينهما أضف إلى ذلك الموهبة الفذة الرائعة التي تتمتع بها كولمان كل هذه التفاصيل جعلتها رمزاً من رموز المسلسل الجدلي الشهير.

كان فيلم Wonder حكاية إنسانية عميقة مؤلمة عن طفل بريء مشوه يحاول التأقلم مع عالم يراه كوحش، إن أكثر ما يؤلم كان أن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية واقعية وقد قام الطفل الموهوب جايكوب تيمبرلاي بأداء مذهل لدور أوغست بولمان الطفل الذي يحاول التأقلم مع العالم الخارجي الذي يهابه.

كان المكياج الاحترافي في الفيلم مذهلاً بلا شك إذ استطاع تحويل الطفل الجميل إلى طفل مشوه بندوب قبيحة وملامح غريبة ولا شك أن الأداء التمثيلي الرائع من قبِل تيمبرلاي أضاف الكثير من الإنسانية واللطف لقصة الفيلم الرائعة التي توضح أهمية تجاهل الشكل الخارجي والاهتمام بما في داخل قلوبنا لا وجوهنا.

•  مارلون براندو بدور الدون فيتو كورليوني في (The Godfather ( 1972 

يستحيل ألا تكون قد سمعت بالدون فيتو كورليوني العراب الهارب من جحيم صقلية إلى أحضان بلاد المهاجرين الرحيبة أميركا.

لا تزال تحفة كوبولا الأسطورية خالدة بعد أكثر من نصف قرن على عرضها ولا نزال حتى اليوم مذهولين بالأداء الأسطوري لمارلون براندو الذي كان عدو منتجي هوليوود اللدود.

لكن فرانسيس كوبولا أصر على وجوده وهو ما نشكره عليه وبشدة، قدم لنا براندو دوراً لا ينسى وشخصية أسطورية عظيمة أصبحت رمزاً سينمائياً لا يضاهى، لإتقان الشخصية قام براندو بوضع فك سفلي متحرك لإضفاء مظهر البولدوغ المميز للدون فيتو كما أنه زاد من وزنه وارتدى شعراً مستعاراً أخفى شعره الأشقر الطويل.

إضافة إلى مكياج دقيق لإضفاء طابع العمر المتقدم كالتجاعيد حول الفم وبقع النمش، لمسات احترافية رائعة في زمن لم يعرف التقدم التقني الذي نعرفه اليوم، لا تنسى أننا نتحدث عن السبعينات هنا

بصوته المبحوح المميز وتعابير وجهه الرائعة استطاع مارلون براندو ترك أثر لا يمكن أن يمحى في ذاكرة السينما وأن يخلد حتى آخر الزمان كالعراب الدون فيتو كورليوني أخطر رجال باليرمو.