01 ماي 2023
نورى عيلال – دبي
مع انطلاق فعاليات نسخته 30 اليوم ب“بمركز دبي التجاري العالمي“، ناقش نخبة من أبرز قادة السياحة والاقتصاد من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط خلال الجلسة الافتتاحية، احتياجات صناعة السفر للتكيف مع معالجة أزمة تغير المناخ وتلبية اللوائح الحالية من خلال تنفيذ سياسات وأموال ودعم مستدام جديد.
وتضمن اليوم الأول من الحدث انعقاد عدد من الجلسات النقاشية التي تقام على المسرح العالمي ل“سوق السفر العربي“، ومسرح ترافيل تك ومركزالاستدامة. وتنوعت عناوين الجلسات الرئيسية لفعاليات اليوم الأول من معرض “سوق السفر العربي 2023″، بين “كيف ينبغي أن يتصدى قطاع السفر لأزمة المناخ“، و“التكنولوجيا: عامل تمكين السفر المستدام“، ثم “الاستدامة في صناعة السفر“، وجلسة ” تعزيز تجربة العملاء من خلال الذكاء الاصطناعي“.
السياحة مسؤولة عن ما يقرب من 8٪ من انبعاثات الكربون العالمية
وسلطت الجلسة الافتتاحية، الضوء على أزمة المناخ، حيث ضمت نخبة من أبرز قادة السياحة والاقتصاد من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، لمناقشة ماذا تحتاج صناعة السفر للتكيف لمعالجة أزمة تغير المناخ وتلبية اللوائح الحالية من خلال تنفيذ سياسات وأموال ودعم مستدام جديد. خصوصاً وأن السياحة مسؤولة عن ما يقرب من 8٪ من انبعاثات الكربون العالمية، والتي تنتج عن النقل والأغذية والمشروبات والإقامة واستخدام السلع والخدمات ذات الصلة، وفقاً لشركة “Sustainable Travel International “.
ورصدت الجلسة الدور الحاسم الذي تلعبه صناعة السياحة في هذه العملية بالتزامن مع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 28) في وقت لاحق من هذا العام.
2.97 تريليون دولار أمريكي خسائر عالمية بسبب الكوارث في السنوات العشرين الماضية
وفي هذا السياق علق سوجيت موهانتي، رئيس “المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من الكوارث الطبيعية في الدول العربية العربية” قائلاً: “على الصعيد العالمي، فقد كانت هناك خسائر اقتصادية بقيمة 2.97 تريليون دولار أمريكي بسبب الكوارث في السنوات العشرين الماضية، حيث يؤدي تغير المناخ إلى زيادة شدة المخاطر المرتبطة بالمناخ مثل: الفيضانات وموجات الحر والأعاصير والسيول، وفي المقابل تخسر صناعة السياحة مبلغًا هائلاً من المال بسبب هذه المخاطر، لذلك فإن العائد على الاستثمار واضح وهو الاستثمار الآن للمساعدة في حماية المستقبل“.
وجاء تصريح موهاني ليُسلط الضوء على عمل “مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث” بشكل وثيق مع الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 22 دولة عربية للحد من مخاطر الكوارث.
الأردن أعلى البلدان مرتبة في المنطقة على مؤشر الاستدامة البيئية (يورومونيتور)
من جانبه قال الدكتور عبد الرزاق عربيات، مدير عام “هيئة تنشيط السياحة” الأردنية: “يعد تثقيف كل من الشركات والمسافرين حول كيفية مساهمتهم في البصمة الكربونية إحدى أولوياتنا الرئيسية بالتوازي مع قطاع التعليم، حيث نقدم حوافز للفنادق والشركات وأصحاب المصلحة الآخرين لتشجيع الممارسات المستدامة“.
فالأردن تُعتبر واحدة من أعلى البلدان مرتبة في المنطقة على مؤشر الاستدامة البيئية (يورومونيتور)، والسياحة المسؤولة هي الآن محور تركيز رئيسي للمملكة الهاشمية.
وفي حديثه عن نمو السياحة الريفية، علق معالي السيد وليد نصار، وزير السياحة اللبناني قائلاً: “حقق قطاع دور الضيافة نمواً ملحوظاً في العامين أوالثلاثة أعوام الماضية في لبنان، حيث قمنا بتأسيس نقابة تضم أكثر من 150 دار ضيافة بهدف تشجيع السياحة في المناطق النائية“.
رغم التحديات السياسية والاقتصادية استقبلت لبنان مليوني سائح صيف 2022
وعلى الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، استقبل لبنان عددًا كبيرًا من السياح منذ عام 2022، ناهز المليوني سائح في صيف العام الماضي ربعهم من السياح الدوليين. في حين شهدت السياحة الريفية دفعة قوية نتيجة للنمو في أعداد الزوار. لتُرسخ بذلك لبنان نفسها كمنطقة سياحية الأكثر استدامة، وبالتالي أكثر ملاءمة لأزمة تغير المناخ.
بدورها قالت دانييل كيرتس، مديرة “معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “لم تكن قضية تغير المناخ أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث قدمت الاستراتيجيات القوية التي تمت مناقشتها خلال الجلسة الافتتاحية اليوم، منصة انطلاق مثالية ل”سوق السفر العربي 2023″، في الوقت الذي نستكشف فيه مستقبل السفر المستدام تماشياً مع شعار المعرض لهذا العام “العمل نحو الوصول إلى صافي الصفر“.
وأضافت كورتيس: “سنستمع خلال الأيام الثلاثة المقبلة إلى نخبة من أبرز المتحدثين والخبراء عبر قطاعات متنوعة من قطاع السفر والسياحة العالمي، وكلهاتتماشى مع رؤية مشتركة لتحسين حالة تغير المناخ وضمان حماية البيئة“.
وتنعقد النسخة الثلاثين من سوق السفر العربي كجزء من أسبوع السفر العربي، وهو مجموعة من الأحداث المخصصة لتمكين المتخصصين والمهنيين في هذاالمجال من جميع أنحاء العالم للتعاون والاستفادة من فرص السوق.