بين سامر اسماعيل ووسام فارس في “العميل” .. هذا الممثل تفوق

#image_title

“نص خبر”- كمال طنوس 

سامر إسماعيل ووسام فارس يلتقيان في مسلسل “العميل” أخوة دون معرفة، بأدوار أمير ووسام. علاقة من نفور وحرب قائمة تود أن تطرح الأخر وتقوده.

علاقة الثنائي غريبة وهي المحفز الأساسي لهذا العمل المافياوي الذي يلفه التآمر والقتل. وتأتي هذه العلاقة لتخرم شباك الحبكة بشيء ما منتظر خلال دوران أحداث المسلسل.

 

وسام فارس هو عصام الطفل الذي خطف وعذب وبات فرداً من افراد المافيا يحمل اسماً جديداً “وسام” يعمل كل ما يطلب منه حتى يحظى برضى الكبير ملحم “أيمن زيدان”. ويشغل منصب رجل أمن مندس في السلك ليحمي عصابته ورئيسها.

وسام فارس مجموعة شخصيات متلونة

استطاع وسام بهذا الدور أن يشكل مجموعة شخصيات يلعبها توالياً بين تاريخه كطفل معذب وبين حاضره الشاق الذي يلفه الإجرام وشخصيته الشريرة وبين مكنونات نفسه كشاب وحيد يبحث عن الأمان والطمأنينة والحب، ويحذو دوماً نحو أنوار باطنية تأتيه ليكون شخصاً محباً ويصبو لدفء عائلة تحتضنه.

استطاع وسام فارس أن يجسد كل هذه المكنونات وكأنه مجبول من أرواح عديدة وشخصيات مختلفة. فهو يبدو حنوناً واحياناً غداراً. يبدو محباً وفي مكان أخر غير مكترث.

في محياه تبرز دوماً تلك التقلبات العديدة التي تنبأ بذاك التناقض بين أفئدته الصالحة وبين أعماله وتاريخه السيئ.

حذق التدوير والالتفاف في تأدية دوره

يحمل وسام فارس دوره بالكثير من التأني ويصيغه بحرفية يدوزنه كلاعب أوتار موسيقية يشد عصبه حسب المطلوب. يتغير ويحمل أفكاره وتخبطاته في أدائه وفي صمته وفي ملامحه.

شرود وسام المتقن وحذاقته وشرّه لحظات يتفرد بأدائها أمام الكاميرا فتصل رسالته دون حاجة لنص. تعابيره وملامحه كافية وصوته المتغير كشقي أو ضعيف أو قوي أو شرس أيضاً تتجلى في كل مشهد.

وسام فارس يثبت أنه فنان حذق وموهبة لا يمكن إلا أن تبهر المشاهد بهذا الثقل من المشاعر وتلك الليونة في تغير روحه وجلده حسب التخبطات التي يعيشها كممثل.

أثبت وسام فارس في هذا الدور الشائك والمتخبط بين الخير والشر وبين الحب والجريمة أنه ممثل بمخزون كبير. قادر دوماً على تدوير نفسه وغرف مشاعره من دواخل عديدة لا تنضب.

سامر إسماعيل يقبض على مشاعر البطل ولا يتركها

سامر إسماعيل “أمير” الأخ الأكبر لوسام أو عصام الطفل الذي فقده وهمه في الحياة إيجاد هذا الطفل الذي كبر بعد ضياع سنوات ويريد أن يعرف عنه أي شيء.

 

سامر الذي يدّور محياه دوماً على غضب أو خبث يتحايل على كل الخطوط والجبهات لينفذ أمر رئيسه الضابط في القاء القبض على رجال المافيا وهو غارق في أتون الحزن لفقدان شقيقه.

لا نقرأ في أداء سامر إسماعيل سوى صوت الغضب وصوت الانصياع لكن لا يأتي هذا الانصياع كاملاً لا نشعر به. لا نجد ضعفه ولا دفئه حتى عندما يتذكر شقيقه المفقود. دوماً غارق في شخصية القوي الذي لا ينحني لا امام حب أو أمام أم أو رئيس أو زعيم شرير. في محياه شيء من القسوة حتى ولو طاف دمعه أو هزم دوماً الغضب السمة الرئيسية لإدائه.

الغضب سمة لا تفارقه

في حبه لـ الخولة لا نجد في وقفته رجلاً عاشقاً طرياً بل قادراً مقتدراً يحب وحبه يأتي بلا جرعة ليونة أو ماء. القساوة تطلي شخصيته.

تعامله من أمه حتى عندما يحزن عليها وهي في المستشفى نجده غاضباً لا نشعر بالهزيمة تقترب منه أو الضعف أو الخوف.

حبه لشقيقه يعبر عنه بجفاء ونحن نحكي عن التعبير وليس عن النص الذي يقوده.

سامر إسماعيل يحتاج رشة ندى في مشاهد رطبة تبعث إلى تغيير بعض الأجواء الأحادية السائدة في شخصيته.

مغموس سامر في وجه واحد وهو القوي. شيء من الضعف كان مثيراً في حضرة الموت عندما أصيب. شيء من العذوبة عندما يلتقي حبيبته أو أمه. شيء من  الانطواء عندما تقفل الدنيا في وجهه.

الشخصية الأحادية يتصدى بها لكل المشاعر

سامر يلبس صوتاً واحداً وهو القوة والغضب ويلبس وجهاً واحداً الشّدة والقوة. فإن صيغت هذه الشخصية اساساً بهذه الوتيرة فهي شخصية غير مقنعة لأن سامر يحب وبقوة لأمه لخولا لشقيقه لرئيسه في العمل. لكن ما يصلنا هو الحدّة والرجولة التي لا تخاف ولا تهزم. وهو في العمق مهزوم وهذه الهزيمة تستحق بعض الارتجاج وبعض الوجوه الأخرى الأكثر طراوة وأكثر رقة. لكنها غير مقروءة على المحيا ولا في اخاديد صوته الأجش حتى عندما يبكي يكون بكاءه غضباً.

يتفوق وسام فارس على سامر إسماعيل في كثرة التلون ورصد المشاعر العميقة واخراجها والتزين بها خلال الأداء.

 

قد يعجبك ايضا